وزيرا الشؤون الخارجية ونظيره الإيفواري يترأسان أعمال الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة للتعاون

أربعاء, 10/12/2025 - 09:15

ترأس معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، السيد محمد سالم ولد مرزوك، اليوم الثلاثاء في أبيدجان بجمهورية كوت ديفوار، إلى جانب معالي وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والإيفواريين في الخارج، السيد ليون كاكو آدوم، أعمال الدورة الأولى للجنة العليا الموريتانية – الإيفوارية المشتركة للتعاون.

 

وتضمن جدول أعمال الدورة استكمال مشاريع الاتفاق من طرف الخلية القانونية، وتبادل الخطابات بين معالي الوزير ونظيره الإيفواري، قبل دراسة وإقرار والتوقيع الأولي على التقرير العام والبيان الختامي من قبل الوزراء.

 

وأعرب معالي وزير الشؤون الخارجية، في كلمته الافتتاحية، باسم الوفد الموريتاني المرافق له، عن خالص الشكر وعميق الامتنان للسلطات الإيفوارية على ما حَظِي به والوفد من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، وهي سنة عريقة دأب عليها الأشقاء في كل زيارة للعاصمة الجميلة أبيدجان، النابضة بالحيوية ودقة التنظيم، والتي تمثل نموذجًا يُحتذى به في إفريقيا.

 

ونقل معاليه تحيات وتقدير صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية، لأخيه فخامة الرئيس الحسن واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، مؤكّدًا العزم القوي على المُضي بخُطى واثقة نحو آفاق أرحب من التعاون تُثمر نتائج ملموسة تعود بالخير على الشعبين الشقيقين، استرشادًا بالرؤية المتبصّرة التي خطّها قائدا البلدين.

 

وأوضح معاليه أن انعقاد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة للتعاون يُعد محطة حاسمة في مسار تعميق علاقات البلدين، إذ يفتح أمامنا مرحلة جديدة تقوم على التخطيط المُحكم، وترتيب الأولويات، وتنسيق السياسات القطاعية.

 

وأبرز أن القطاعات التي حددها الجانبان وتشمل الأمن، والتجارة، والاستثمار، والبنى التحتية، والطاقة، والتعدين، والزراعة، والتنمية الحيوانية، والصيد البحري، والتكوين، والابتكار والبحث العلمي، شاهدة على حجم الطموح المشترك.

 

كما أكد أن هذه المجالات، بما تنطوي عليه من إمكانات كبيرة، تشكل جسورًا آمنة نحو مستقبلٍ مشترك أكثر ازدهارًا ونضجًا، وأن مقاربتها برؤية واضحة ومنهجية دقيقة ستتيح توظيف ما تزخر به من فرص لتحقيق إنجازات ملموسة ذات منفعة متبادلة.

 

وبيّن معاليه أن مشاريع الاتفاقات التي ستتم مناقشتها خلال الدورة تندرج ضمن الهدف الرامي إلى إضفاء طابعٍ متين وحديث وبراغماتي على التعاون الثنائي، مشيرًا إلى أن الطموح المشترك يتمثل في الانتقال من تعاون ذي طابع إعلاني إلى تعاون عملي مُفعَّل بالكامل، تواكبه آليات فعالة للمتابعة، ونظام مُحكم لجدولة الاستحقاقات، فضلًا عن مؤشرات واضحة لقياس التقدم.

 

كما أبرز أهمية الدور الذي تضطلع به الجاليتان الإيفوارية والموريتانية في البلدين، إذ أصبحتا، بما تتميزان به من ديناميكية خلاقة وروح مبادرة متجددة، جسرًا إنسانيًا راسخًا يربط بين البلدين.

 

وأكد أن صون أمنهما والارتقاء بظروف عيشهما وعملهما وتعزيز اندماجهما في مجتمعات الاستقبال يندرج ضمن المسؤوليات المباشرة للجنة.

 

وأشار معاليه إلى أن الإرادة المشتركة لقائدي البلدين متجهة بعزم نحو جعل محور أبيدجان – نواكشوط مسارًا متقدمًا للتعاون الإفريقي، وشريانًا استراتيجيًا يربط شمال إفريقيا بالساحل وخليج غينيا، ومنصةً للابتكار الاقتصادي، ورافعةً للاستقرار الإقليمي والازدهار المشترك، مؤكّدًا أن هذه الرؤية واقعية وتستند إلى تكامل طبيعي وثقة متبادلة وإرادة صادقة للبناء المشترك.

 

واختتم بالتأكيد على أن موريتانيا تشارك في هذه الدورة بروح إيجابية وإرادة بنّاءة وتصميم راسخ على جعل الشراكة مع كوت ديفوار نموذجًا للتعاون المتوازن والطموح والمتطلع إلى مستقبل واعد يحقق نتائج مثمرة لصالح الشعبين الشقيقين، ويجسد آمال البلدين في تعاون ملموس وفعّال