وزير الصحة: حالات الإصابة بالسيدا تراجعت من 0،6 سنة 2008 إلى 0،2 % في الوقت الحالي

خميس, 01/12/2022 - 17:47

خلدت موريتانيا على غرار المنظومة الدولية، اليوم الخميس من مركز الاستطباب للأم والطفل في انواكشوط، اليوم العالمي للسيدا الذي يصادف فاتح دجنبر من كل سنة، تحت شعار “لندفع من أجل المساواة”.

ويأتي تخليد اليوم انسجاما مع المنظومة الدولية، لتسليط الضوء على تطورات وواقع المرض الفتاك في جميع بلدان العالم، لمحاربته بكل الطرق والوسائل المتاحة ودعم المصابين به والقضاء على كافة تجليات التفاوت وعدم المساواة، لدمجهم في الحياة النشطة.

وفي كلمة له بالمناسبة أوضح معالي وزير الصحة، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمحاربة السيدا، أن هذا اليوم يتم تخليده للتذكير به عالميا تحت شعار: “معا من أجل المساواة في الولوج والنفاذ إلى الخدمات الصحية”، مبرزا أن نسبة 40% من النساء الحوامل مصابات على مستوى العالم خلال السنة 2021، و أن موريتانيا ليست استثناء من هذه الأرقام، مبرزا أن كل الجهود تنصهر في محاربة الوباء من خلال آليات احتوائه لدى المجموعات والعينات الأكثر عرضة، ومن تلك الآليات العمل على ولوج النساء الحوامل عموما إلى الوقاية والعلاج من انتقال الفيروس إلى الطفل، وبدمج البحث عن السيدا في سلة خدمات استشارات ما قبل الولادة.

وبين أن هذا اليوم مناسبة لتنظيم العديد من الأنشطة الموجهة لمقاصد وأهداف منها، تكثيف التوعية والتحسيس حول المرض وأساليب انتقاله والوقاية منه، إضافة إلى إقناع الرأي العام بضرورة الكشف الطوعي، وكذا وجوب محاربة التمييز ضد المصابين، كما أنها مناسبة كذلك لاستعراض ما تحقق أو تعذر تحقيقه من خطة عمل القضاء على هذا المرض، مبينا أن الحالة الوبائية بداء السيدا على مستوى البلد ليست مقلقة، والإصابات تشهد تراجعا مضطردا إذ انتقلت من 0،6% سنة 2008 إلى 0،2% في الوقت الحالي، وهو دليل على جدوائية المقاربات والاستراتيجيات المنتهجة والتي تشمل مجانية الكشف على عموم التراب الوطني، ومجانية العلاج ومضاعفة حملات التوعية، ومحاربة كافة أشكال التمييز السلبي ضد المصابين.

وقال إنه رغم النتائج الإيجابية فإن الجهد مازال ناقصا فيما يتعلق بالتحسيس والتعبئة والوقاية، لافتا إلى أن القطاع يتحمل مسؤولية مؤكدة في ذلك، مطالبا منظمات المجتمع المدني والمؤثرين والموجهين بمضاعفة الجهد التعبوي للوقاية من هذا المرض الذي يمتلك شعبنا بفعل تراثه الحضاري ومناعته المجتمعية إمكانات فريدة للقضاء عليه في آجال محدودة.

وأوضح معالي الوزير أن الخطة العشرية لقطاع الصحة 2022-2030 حددت ثلاثة أهداف رئيسية، تنفيذا لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، تمحورت حول، نقص الإصابات الجديدة بـ 50% لكل 1000 شخص غير مصاب، إضافة إلى القضاء على الانتقال العمودي من الأم إلى الجنين، وخفض الوفيات المتعلقة بالسيدا والأمراض المصاحبة له بنسبة 50%، وتحسين جودة الحياة بالنسبة للأشخاص المتعايشين مع الفيروس، وبالتالي القضاء على السيدا كمشكلة للصحة العمومية في أفق 2030، مشيرا إلى بعض الإنجازات التي تحققت في المجال الصحي، بتوجيهات سامية من فخامة رئيس الجمهورية، وفاء تاما بالتزاماته في هذا الميدان وفي الآجال المحددة بل وحتى قبلها.

ودعا العلماء والمؤثرين في الرأي العام بإسناد جهود التعبئة والتحسيس ومكافحة تنميط ووصم المصابين بهذا المرض والمتعايشين معه، وكل الشركاء بمواكبة جهود لا مركزية الوقاية والعلاج، وتعميم خدمة الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين في جميع وحدات صحة الأم والطفل على عموم التراب الوطني.

وبدوره أوضح الأمين التنفيذي الوطني لمكافحة السيدا، السيد عبد الله ولد سيدي عالي، أن التئام هذا الجمع الذي يضم رسميين حكوميين ومنتخبين وشركاء فنيين وماليين وفاعلين في المجتمع المدني، دليل على الإجماع الوطني والدولي المنعقد حول أهمية مكافحة المرض ومدعاة حقيقية للتفاؤل بشأن القضاء عليه.

وأضاف أن اختيار برنامج الأمم المتحدة المشترك لمحاربة السيدا من” الدفع من أجل المساواة “، شعار يوم الذكرى هذا، يبعث برسالة قوية إلى العالم بضرورة انتهاج سياسة فعالة للقضاء على كافة تجليات التفاوت وعدم المساواة، خاصة التفاوت المرتبط بالنوع والفئة العمرية، مبرزا أن البلد من حسن الحظ كان سباقا في تنفيذ برامج هامة لمحاربة التهميش والهشاشة الاجتماعية والتمييز، مستوحاة من تعهدات فخامة رئيس الجمهورية، ونفذتها حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد بلال مسعود.

وبين أن هذا اليوم يشكل فرصة لتقاسم التجارب والمقاربات واستخلاص الدروس والعبر وتنظيم نشاطات تحسيسية وتثقيفية متنوعة بإشراك الفعاليات الشبابية والنسائية ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الاعلام، كما يعتبر فرصة لتقديم صورة عن الحالة الوبائية والجهود المبذولة للتعامل معها.

وقال إن بلادنا انخرطت بقوة في الجهود العالمية الرامية إلى مكافحة هذا الداء، وأعدت استراتيجيات ومقاربات، أعطت نتائج مشجعة، مشيرا إلى أنه في سنة 2022، شملت عمليات الكشف 23 ألف شخص، موضحا أن نسبة الإصابة في عموم السكان تقدر بحوالي 0،3 %، فيما يتلقى 3631 مصابا الخدمات العلاجية في 8 مراكز على امتداد التراب الوطني، لافتا إلى أن العمل جار لاستكمال إجراءات فتح 5 مراكز جديدة في كل من لعيون وألاك وأطار وتجكجة وسيلبابي خلال السنة الجارية، وبذلك تكتمل تغطية جميع عواصم الولايات، مما يساهم في تقريب الخدمات من المستفيدين.

وأوضح أن المراقبة الوبائية تشير إلى أن المرض شبه منحصر منذ عدة سنوات في فئات مجتمعية بعينها، حيث يصل 9% لدى النساء، و23% لدى الرجال، ضمن تلك الفئات، مما حدى بالأمانة التنفيذية لمكافحة السيدا إلى تنظيم نشاطات مركزة بهدف احتواء انتشار المرض داخل تلك الفئات، بالإضافة إلى التكفل التام بالعلاجات والكشف الدوري، كما استفادت هذه الفئات من خدمات متنوعة، شملت التكوين والدعم النفسي والمساعدة القانونية وتوفير وسائل الوقاية، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة ستعرف تكثيفا لحملات التحسيس والتوعية وتوسيع نطاقها الجغرافي لتشمل المزيد من المناطق الداخلية.

وبدوره رحب عمدة بلدية لكصر السيد محمد السالك ولد عمار بكل الحضور بمناسبة تواجدهم لتخليد اليوم العالمي للسيدا، الذي تخلده بلادنا على غرار المنظومة الدولية، لدعم ومساندة المصابين بهذا المرض.

وأضاف أن احتفال العالم كله بهذا اليوم يوحد الجهود للتضامن مع المصابين به بجميع دول العالم والمتأثرين به، وإحياء ذكرى من قضو بسببه.

ومن جهتها بينت المنسقة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة السيدة لاليا بيترز يايا، أن اتخاذ الخطوات الملموسة من أجل المساواة من خلال توافر وجودة أفضل للعلاج، وخدمات الفحص والوقاية، بجودة أفضل وأفضل تكيفا، ستساعد في القضاء على الإيدز.

وأضافت أن سياسات التصدي لوصمة العار واستبعاد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، لاسيما النساء من الفئات المهمشة والفتيات المحرومة بشكل خاص من هذا الوباء وتقاسم أكبر للتكنولوجيات، سيؤدي إلى المساواة في الوصول إلى أفضل المعارف العلمية بشأن فيروس نقص المناعة البشرية.

ونوه رئيس الشبكة الموريتانية للأشخاص المتعايشين مع فايروس السيدا، السيد الشيخ سيديا، بمدى توفر ومجانية العلاج بشقيه مضادات الفيروس، وأدوية الانتانات الانتهازية، مما أدى إلى انخفاض وانعدام الحمولة الفيروسية لدى الغالبية العظمى من الأشخاص المتابعين للعلاج.

وأضاف أن السبيل الأنجع لمحاربة السيدا يمر عبر التكفل التام بهذه الشريحة، والتي تبلغ حسب آخر التقديرات ما يناهز 9089 مصابا، وهو ما يجنبهم عناء الوصم والتهميش، ويعزز من اتصالهم الوثيق مع النظام الصحي.

وتم خلال الحفل تسلم معدات وتجهيزات للتكفل والوقاية من العدوى بين الأم والطفل، إضافة إلى معدات لتعزيز النظام الصحي الوطني، كما قام معالي الوزير والوفد المرافق له بزيارة لأجنحة وعروض جمعيات المجتمع المدني النشطة في مكافحة السيدا.

وحضر فعاليات الحفل والي انواكشوط الغربية وحاكم المقاطعة، وعمدة بلدية لكصر، و أطر من وزارة الصحة، وممثلو منظمات المجتمع المدني النشطة في المجال، و المنظمات والهيئات الدولية بموريتانيا، .