من التأسيس إلى التثبيت / بويايْ سيد احمد اعلِ

سبت, 07/07/2018 - 17:32

بين البياض والسواد رسم البارِى لوحة سكانها فبالحسانية والولفية والسنونكية والبولارية زركشها ، وعلى أديم الصحراء جمع كلمتها في يوم لا كسائر الأيام المعاصرة لمن انتظروه بفارق صبرٍ وعايشوا لحظاته فاشرأبت اعناقهم إلى السماء لترى علم الجمهورية - بنجمته وهلاله الذهبيين - يرفرف عاليا مداعبا نسيم الحرية ومودعا علم الغزاة في ابروتوكل رسمي مجاملةً لا قناعةً ، وكأن لسان حال القوم 

وإن لم ينطقها يريد أن يقول إذا ذهب الحمار بأم عمرٍو فلا رجع الحمار ولا رجعت أم عمرو.
سُرَّتْ المعارضة والموالاة يومها وتناغمت الجهود لبناء حلم تحقق واقعا وإن اختلفت المشارب  لكن الهدف واحد ، حاول  وحافظ جاهدا جيل التأسيس علي تلميع ولَمَعان صورة اللوحة،رغم مايُخبئُ لها القدر ،ونَحَتَ عنوانها على خارطة العالم بقلم الوفاء ومِداد الصدق وثبات العزيمة وبِجَيْبٍ فاض وقلب راضٍ وإن لم تخلُ المرحلة من سيئات وكبوات لكنها كانت ذات حسنات.
طويت صفحة تاريخ الرعيل الأول وجاء الرعيل الثاني وبدأت مسيرة أخرى تخللها الهدم تارة والبناء تارة أخرى والتكميم مرة والانفتاح مرة أخرى والمغازلة والطلاق والنأيُ والتدانى  بين اطراف المشهد  مرات أخرى ، ليبقى القارئ والمُحلِلُ في حيرة من أمره ، فتتباين وجهات النظر وتختلف من هذا إلى ذاك  مابين من يعتبر المرحلة مرحلة تقدمِ وبناءِ الجمهورية في ريعانها ومن يعتبرها مرحلة  المادة والدوسِ على القيَّمِ في تماهٍ  مع فيضانِ نهر العولمة وهبوب رياح القطبية وتَحَكُمِ الرأسمالية.
في ظل هذا المناخ  تراجعت رياح الغيرة الوطنية وهبط مؤشر العقوبة والإفلات من القانون تحت عصا ضمان مصالح الغرب وإخصاعِ الشعوب واستغلال الثروات وتغول الحاكم وتنامي دور القبيلة وتعاظمه وانحسار تطبيق  القانون والتطاول عليه أحيانا وتَرْكِ العنان للعُرْفِ وعزف عودِ النفوذ  وقرع دُفِ الأنا .
حفظ الله موريتانيا