
افتتحت الجمعية الموريتانية لأمراض القلب، اليوم الجمعة في نواكشوط، أعمال مؤتمرها الحادي عشر تحت شعار “أمراض القلب الناشئة بين التقدم العلمي وتحديات الصحة العمومية”.
ويشارك في المؤتمر، الذي تدوم فعالياته يومين، ممثلون من دول المغرب العربي وإفريقيا، بهدف تدارس آخر المستجدات المتعلقة بالمجال، ونقل الخبرات والمهارات، للرفع من أداء الاخصائيين في مجال أمراض القلب لكل الدول المشاركة.
وفي كلمة لها بالمناسبة، عبرت الأمينة العامة لوزارة الصحة، السيدة العالية يحي منكوس، عن سعادتها بالاشراف على افتتاح المؤتمر العلمي الهام، للجمعية الموريتانية لأمراض القلب، والذي ينظم تحت شعار “أمراض القلب الناشئة بين التقدم العلمي وتحديات الصحة العمومية”، مبينة أنه يجسد، إحدى القضايا الصحية الكبرى التي تواجه المنظومة الصحية الوطنية، وتلقي بظلالها على المنظومات الإقليمية والدولية، كأحد أبرز التحديات الصحية التي تواجهها البشرية، مما يُحتم اعتماد مقاربات متجددة، قائمة على الوقاية والعلاج، والتأهيل، والبحث العلمي متعدد التخصصات.
وقالت إن إحصائيات الرقابة الصحية بوزارة الصحة تظهر ارتفاعا مقلقا في الأمراض غير المُعدية، وعلى رأسها أمراض القلب، مما دفع بالقطاع إلى اتخاذ جملة من الإجراءات العملية لمواكبة هذا التحول العميق، مشيرة إلى أنه في هذا السياق، عمل المركز الوطني لأمراض القلب- بصفته الهيئة الوطنية المرجعية في هذا المجال- على مضاعفة وتوسيع خدماته للتكفل، محليا، في الحالات التي تم فيها استدعاء الرفع إلى الخارج، إضافة إلى تكثيف برامج التكوين المتخصص، تنفيذا للتعليمات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، التي تسهر الحكومة على تنفيذها لتخفيض تكلفة عمليات القلب، والتكفل المجاني بالحالات الطارئة.
ولفتت إلى أن هذا اللقاء، يمثل فرصة ثمينة لتبادل الأفكار و الرؤى ومشاركة التجارب بين الخبراء والمهنيين والباحثين، للوصول إلى توحيد الجهود على المستويات الوطنية والإقليمية في مواجهة أحد أخطر أمراض العصر وأشدها فتكا، مؤكدة أن القطاع سيأخذ مخرجات اللقاء بعين الاعتبار لتحسين قدرات المنظومة الصحية الوطنية في تطبيق برامج أمراض القلب الناشئة، والحد من تداعياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
من جهته قال رئيس الجمعية الموريتانية لأمراض القلب، السيد سيراخي كامرا، إن أمراض القلب تعتبر مشكلة صحية كبيرة لكل أخصائيي الصحة، وصانعي القرار، والباحثين، والعاملين في النظام الصحي. مشيرا إلى أن هذه الأمراض، تتزايد بشكل كبير في عدة بلدان من بينها موريتانيا
وبين الحالات التي تساعد على الحد من الاصابة بالمرض والعوامل المعرضة للخطر، مثل ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وداء السكري، والسمنة، وإدمان التبغ، وقلة الحركة، مشيرا إلى أن ذلك تصاحبه طفرات وتغيرات في نمط الحياة، وكذلك العوامل البيئية والأمراض المعدية
وقال إنه رغم الواقع المقلق، فإنه بفضل التقدم الملحوظ في العلوم الطبية يوفر التقدم في تصوير القلب والأوعية الدموية، والوراثة، والعلاجات المبتكرة، وتقنيات التدخل، آفاقا جديدة للوقاية والتشخيص المبكر والتدخل الفعال لأمراض القلب، لافتا إلى أن هذا التقدم المتسارع، لن يكون مفيدا إلا بحصول وتوفر الرعاية الصحية، ومواصلة تدريب الكوادر الطبية وشبه الطبية، وتعزيز البنية التحتية الصحية، وتثقيف السكان.
وشهد الحفل تكريم الدكاترة المتقاعدين في مجال أمراض القلب، عرفانا لهم بالجميل لما قدموه من جهود قيمة وتضحيات جسيمة طوال مشوارهم المهني.
كما تسلمت الامينة العامة نيابة عن معالي وزير الصحة، درعا تكريميا قدمه رئيس الجمعية الموريتانية لأمراض القلب، تثمينا لجهود معالي الوزير الكبيرة في دعم وتسهيل كل العراقيل والمشاكل التي تعترض طريق أي تقدم في المجال، سبيلا إلى إعطاء المرضى والأطباء المكانة اللائقة بهم كل على حدة.
حضر افتتاح المؤتمر، عدد من مديري المراكز الصحية، إضافة لأطر من وزارة الصحة، وممثلي المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بالمجال.