خطاب الأمين العام لوزارة الداخلية واللامركزية، السيد محمد محفوظ ابراهيم أحمد، لدى إشرافه على ختام أعمال الأيام التشاورية المنظمة حول التحضير التشاركي للانتخابات الرئاسية و تطوير الحكامة السياسية:
“أيها السادة والسيدات
ها نحن بحمد الله وعونه، نصل إلى محطة ختام الأيام التشاورية المنظمة من قبل وزارة الداخلية واللامركزية، بخصوص التحضير التشاركي للانتخابات الرئاسية القادمة وتطوير الحكامة السياسية.
ويأتي تنظيم هذه الأيام، تمشيا مع نهج الانفتاح والتشاور المستمر الذي كرسه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، منذ بداية المأمورية الرئاسية الحالية.
وقد مكنت المقاربة المعتمدة في التشارك والتداول الموسع حول القضايا الوطنية الكبرى، من تهدئة المشهد السياسي واستعادة الثقة بين مختلف الأطراف ومد جسور التلاقي بين الحكومة والطبقة السياسية، أغلبية ومعارضة، مما مكن من تقوية الجبهة الداخلية، التي هي صمام الأمان الحقيقي للبلد، في محيط إقليمي ودولي مضطرب.
أيها السادة والسيدات
لقد كانت الأيام التشاورية المختتمة هذه الليلة جامعة للطيف الوطني بمختلف تجلياته، حيث حضرتها نحو خمسمائة شخصية، من الأغلبية والمعارضة و الاتحادات النقابية ومنظمات المجتمع المدني كما واكبتها الهيآت المعنية بالانتخابات (اللجنة المستقلة للانتخابات والمجلس الدستوري و السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية).
لقد تمكن المشاركون من مختلف المشارب والتوجهات وعبر النقاشات الجادة والمعمقة والمستفيضة، من التعبير عن آرائهم و اقتراحاتهم و اهتماماتهم بحرية تامة، و في جو يطبعه احترام الرأي والرأي الآخر، مما ساهم في التوصل إلى رزمة من التوصيات القيمة والبناءة.
وسيمكن تطبيق مخرجات هذا التشاور من تنظيم انتخابات رئاسية توافقية، شفافة ونزيهة وذات مصداقية، و سيفضي أيضا إلى ترقية الحكامة السياسية من خلال المحافظة على مبدإ حرية التنظيم المكفول دستوريا و على التعددية و الحقوق والقوانين ذات الصلة والسهر كذلك، على أن تكون الأحزاب السياسية مؤسسات رائدة وفعالة تحمل مشاريع مجتمعية جامعة، تقام طبقا لأفضل المعايير، وتضبط من خلال دفاتر التزامات مناسبة، وتشكل مختبرات للديمقراطية ومدارس لترسيخ قيم المواطنة والجمهورية والتمرن على تدبير الشأن العام، مما سيضمن نجاعة العمل السياسي و ترشيد المشهد الحزبي وتسهيل تسييره والحيلولة دون تمييعه وتشرذمه، إضافة إلى سلاسة وسلامة العمليات الانتخابية.
أيها السادة والسيدات
أود في هذا المقام أن أؤكد لكم أن وزارة الداخلية واللامركزية لن تدخر أي جهد، في أن تكون عند حسن ظنكم، و أن توصياتكم وتطلعاتكم ستحظى بكامل التمحيص والدراسة و العناية والاهتمام، و ستبقى على اتصال دائم مع الأطراف المعنية في مراحل تنفيذ التوصيات و متابعتها.
ويجدر التنبيه هنا إلى أن برمجة و وتيرة تنفيذ بعض المخرجات لا بد أن تأخذ في الحسبان إكراهات التحضير للاستحقاق الرئاسي الذي أصبح على الأبواب، و أن مسلسل التشاور سيتواصل في المراحل المقبلة.
و قبل أن أنهي هذه الكلمة، أود أن أتقدم بجزيل الشكر إلى كل المشاركين مقدرا لهم مداخلاتهم القيمة وحضورهم كافة الجلسات، بما في ذلك من سهر و عناء والشكر موصول إلى الإدارة العامة للصياغة والشؤون السياسية والحريات العامة و طواقم الوزارة و إلى إدارة و عمال قصر المؤتمرات و إلى الطواقم الصحفية التي واكبت مجريات الحدث و لكل من أسهم بجهود مقدرة في إنجاح هدا التشاور.
و إذ أبارك للجميع مواصلة صيام شهر رمضان المبارك، أعلن على بركة الله و باسم معالي وزير الداخلية واللامركزية، ختام أعمال الأيام التشاورية المنظمة حول التحضير التشاركي للانتخابات الرئاسية و تطوير الحكامة السيا