اطلقت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، السيدة صفية بنت انتهاه، صباح اليوم الجمعة من ملعب كيهيدي بولاية كوركول التظاهرات المخلدة للثامن من مارس، العيد الدولي للمرأة، تحت الرعاية السامية للسيدة الأولى الدكتورة مريم بنت محمد فاضل الداه.
وتميز الحفل، الذي حضره المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الاقصاء “التآزر “السيد حمود ولد امحمد، ومفوضة الأمن الغذائي السيدة فاطمة بنت خطري، ومفوض حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني السيد الشيخ أحمد ولد احمد سالم ولد سيدي، ووالي كوركل السيد احمدنا ولد سيد اب، بحزمة من الأنشطة الموجهة للمرأة في ولاية كوركول.
وتشمل الفعاليات المخلدة لهذا اليوم، انطلاق حملة جهوية بولاية كوركول للكشف عن الاحتياجات التربوية للأطفال ذوي الإعاقة يساهم فيها كل من مركز التكوين والترقية الاجتماعية للأطفال ذوي الإعاقة والمدرسة الوطنية للعمل الاجتماعي ومركز الشيخ زايد لأطفال التوحد، وستُشفع هذه الحملة بافتتاح مركز جهوي للتكفل بتعليم وتدريب هؤلاء الأطفال. كما سيتم توزيع مبالغ مالية على بعض النساء المتميزات في مجال التعليم والصحة، ومعيلات الأسر في إطار تنفيذ مكونة الأنشطة المدرة للدخل.
وسيتم خلال الحفل تكريم عدد من التعاونيات النسوية بالولاية من طرف “التآزر”، ومفوضية حقوق الإنسان، وتقديم معدات زراعية من طرف وزارة الزراعة، بالإضافة إلى معدات صحية مقدمة من طرف وزارة الصحة.
وقالت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، في كلمة لها بالمناسبة، إن هذا الحفل يعتبر مدعاة للفخر، خاصة ونحن نجتمع في مدينة كيهيدي لنحتفل سوية مع المرأة الموريتانية بعيدها الدولي تحت شعار: “خمسُ سنوات من الاستثمار في المرأة الموريتانية”، وهو شعار نستحضر من خلاله الحضور البارز لمكانة المرأة في تعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وما حصلت عليه من تمكين خلال المأمورية الأولى.
وقالت إن فخامة رئيس الجمهورية خصص محورا بارزا في برنامجه “تعهداتي” لتمكين المرأة، ووجه الحكومة بتبني سياسات تنموية بغية تسريع تلك التعهدات، وهو ما تم القيام به، حيث عملت الحكومة خلال السنة المنصرمة على تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، فضلا عن تعزيز الترسانة القانونية الضامنة لحقوقها وحمايتها، مشيرة إلى أن ترؤس معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود للجنة وطنية متعددة القطاعات، وحضور أصحاب المعالي اليوم بكيهيدي، خير دليل على ذلك.
وبينت معالي الوزيرة أنه في مجال التمكين الاقتصادي نفذ قطاع العمل الاجتماعي السنة المنصرمة برنامجا للتمويلات الصغيرة لصالح 6000 مشروع مدر للدخل، استفادت منه 15000 سيدة من بينهن 600 من النساء ذوات الإعاقة و900 من النساء معيلات الأسر، وقد طالت تلك المشاريع عموم ولايات الوطن بغلاف مالي تجاوز 115 مليون أوقية جديدة، وسيتوج هذا الجهد بإنشاء بنك للأسرة اكتملت دراسة جدوائيته وسيتم تدشينه في الأفق المنظور، بحول الله.
وأضافت معالي الوزيرة أنه تم أيضا تكوين 5826 سيدة وفتاة منقطعة عن الدراسة، من خلال فروع مركز التكوين لتمكين المرأة، واستفادت 2500 منهن من المعدات والتجهيزات الإنتاجية، فيما استفادت 300 منهن من تمويل لمشاريعهن، فضلا عن العمل الدؤوب على ترقية الريادة النسائية وتشجيع صاحبات المبادرات.
وتعزيزا لمكانة المرأة الموريتانية في المجتمع، قالت معالي الوزيرة إن قطاعها نفذ خلال السنة المنصرمة جملة من البرامج التحسيسية التي تسعى إلى تغيير العقليات وتصحيح الصور النمطية التي تكرس دونيتها، مُعددا منها المسطرة البرامجية لقناة الأسرة التلفزيونية التابعة للقطاع والتي تم افتتاحها بمناسبة الثامن من مارس الماضي.
وأشارت إلى أن القطاع أطلق برنامجا مشتركا لدعم التعليم ما قبل المدرسي، مكن حتى الآن من ضمان ولوج أكثر من 45000 طفل منحدر من الأسر الهشة لرياض الأطفال، كما عمل على تطوير مجالات التكوين في مركز التكوين والترقية الاجتماعية للأطفال ذوي الإعاقة مما سمح لأكثر من 1000 طفل من ذوي الإعاقة الولوج للتعليم المتخصص، وإعادة دمج أكثر من 5000 طفل من فاقدي السند العائلي في أسرهم وفي المدرسة، وهو ما سيكون له الأثر البالغ على تحرير جزء من وقت المرأة يمكنها استغلاله لتعزيز دورها في العملية التنموية.
وأكدت معالي الوزيرة أن موريتانيا تعتمد الشريعة الإسلامية مرجعية في منظومتها القانونية، كما أنها منضمة لجل الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق المرأة التي تحترم قيمنا وثوابتنا الحضارية، ومع ذلك لا زلنا نطالب بسن قانون وطني ينسجم مع تعاليم الشريعة الإسلامية ويحارب العنف ضد النساء والفتيات.
ونبهت معالي الوزيرة إلى أن تخليد اليوم العالمي للمرأة هذه السنة تميز بتضافر جهود جملة من القطاعات الحكومية للنهوض بالمرأة في ولاية كوركول، حيث ستنظم وزارة الداخلية واللامركزية بالتعاون مع قطاعنا ورشة تكوينية لفائدة 62 مستشارة بلدية وخمس مستشارات من المجلس الجهوي بكوركل، بهدف تعزيز قدراتهن في حل ومعالجة النزاعات، وستكرم وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي خمس معلمات بمعدل معلمة عن كل مقاطعة تثمينا لجهودهن في إصلاح نظامنا التعليمي، كما ستساهم وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة العمل الاجتماعي بفرق طبية ستصاحب قوافل التضامن مع المرأة الريفية لتقديم الاستشارات الطبية والعلاجات الضرورية لمختلف النساء الريفيات اللواتي ستزورهن هذه القوافل وستقوم بتكريم خمس قابلات نظير جهودن في تحسين صحة الأم و الطفل، وفي نفس السياق ستواكب وزارة الزراعة القوافل من خلال توزيع المعدات الفنية الزراعية لفائدة 31 تجمعا سكنيا بمعدل تجمع سكني واحد لكل بلدية من بلديات الولاية.
وخلال الحفل، تحدث الممثل المقيم لبرنامج للأمم المتحدة للسكان في موريتانيا عن دور المرأة في التنمية والبناء، قائلا “إن بناء مرأة صالحة يعتبر بناء أمة بكاملها”، مستعرضا جهود برنامج الأمم المتحدة في دعم المرأة الموريتانية، والذي مكن من تحقيق تقدم معتبر على مستوى تمدرس البنات والمشاركة السياسية للمرأة وغيرها من المجالات التي ينبغي التنويه بها، على حد تعبيره.
وكان عمدة بلدية كيهيدي السيد صمب دمب انجاي قد ألقى كلمة قبل ذلك رحب فيها بالحضور خاصة نساء كيهيدي الذين “يثبتون من حين لآخر أنهم على قدر المسؤولية”، منبها على الدلالة التاريخية لهذا اليوم الذي يشكل مناسبة لتثمين ما تحقق للمرأة الموريتانية من إنجازات.
وأعرب عن ارتياحه لدور المرأة عامة وفي ولاية كوركل خاصة، داعيا إلى مزيد من العمل من أجل الوصول إلى الأهداف المطلوبة.