نظمت وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، مساء اليوم الأربعاء، بمدرسة تكوين المعلمين في نواكشوط تظاهرة لتخليد اليوم العالمي للتعليم، تحت شعار،” إصلاح التعليم، الفرص و التحديات”.
وفي بداية اللقاء استمع الحضور لتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها تلحين للنشيد الوطني.
وخلال افتتاحه فعاليات التظاهرة، أكد معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي السيد المختار ولد داهي، أن التعليم في الوطن بمثابة القلب في الجسد، إذاصلح صلحت الأوطان وازدهرت اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
وقال إن ختيار مدرسة تكوين المعلمين لتخليد هذا اليوم يعتبر صائبا ومهنيا، نظرا لرمزية هذا الصرح التربوي الذي هو مصنع المدرسين الذين ينعقد الإجماع على أنهم حجر الزاوية و الركن المتين للمشهد التربوي والتعليمي.
وأوضح معاليه أن مدارس تكوين المعلمين شهدت خلال السنوات الاخيرة إصلاحا وعصرنة هدفها الأول تجويد تكوين المدرسين، مضيفا أن المؤشرات تتواتر على تحسن ملحوظ في حكامة تكوين مدارس المعلمين الخمس، (انواكشوط كيهيدي، لعيون أكجوجت كيفة).
وهنأ التلاميذ المدرسين على الفرصة التي حظوا بها لدراسة اللغات الوطنية ” البولارية والسوننكية والوولفية، مجددا التأكيد على اغتنام هذه السانحة واتخاذ كافة الإجراءات لتسيير ما أمكن من المصادر البشرية والوسائل اللوجستية من أجل الاستيعاب السريع لما أمكن من المهارات في هذه اللغات.
ونوه بمستوى الحضور المتميز والأكاديمي للندوة المنظمة بهذه المناسبة، من قادة رأي ومثقفين في البلد، مشيرا إلى أن هذا الحضور النوعي يعتبر فهماً صائبا لمحورية التعليم و نجاحا للتجربة الأولى من الإصلاح الهادف إلى إعادة تأسيس المدرسة الجمهورية من خلال الحصرية التدريجية للتعليم الابتدائي على التعليم العمومي وحده.
بدوره تحدث المدير العام لمدرسة تكوين المعلمين في نواكشوط السيد محمدالأمين ولد محمد عبدالله ولد البان، عن الأهداف السامية لتخليد هذا اليوم الذي يتذكر فيه الجميع ماجلبه التعليم من سعادة وتطور ورقي للأمم التي كانت في مؤخرة الركب الحضاري والأقتصادي وأصبحت رائدة ومتقدمة في كافة المجالات، بسبب عنايتها بالتعليم وجعله في مقدمة أولوياتها.
وذكر بالأهتمام الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لتطوير التعليم والرفع من مستواه والتحسين من نوعيته من خلال العديد من البرامج المنفذة من طرف حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، والزيارات اليومية التي يقوم بها معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي التي تعتبر تكريسا لذلك البرنامج وتجسيدا له على أرض الواقع.
وقال إن مدارس تكوين المعلمين شهدت العديد من الإصلاحات في السنوات الآخيرة شملت تحسين إجراءات الاكتتاب للتلاميذ المعلمين وكتابة برنامج يعتمد على المحاور ويراوح بين النظري والتمهيني.
وأبرز أنه هذه الاصلاحات تضمت إدخال مادة الرقمنة في صميم مواد التكوين لما لها من أهمية، وإنشاء خلية للمتابعة التربوية للمكونين، وسلك المعلم الرئيس لحملة الليصانص، وتحسين إجراءات التقويم الإشهادي، وإدخال اللغات الوطنية في البرامج الدراسية للمؤسسة تنفيذا لتوصيات القانون التوجيهي، مضيفا أن هذه الإجراءات وغيرها شكلت علامة فارقة في تاريخ الإصلاحات التي طبقت في مدارس تكوين المعلمين.
وفي الأخير أعرب عن أعتزاز مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط ومنتسبيها وفخرههم بتشريف قطاع التهذيب بتخليد هذا اليوم في المؤسسة.
وشهد الحفل تنظيم ندوة بعنوان ،إصلاح التعليم الفرص والتحديات، بمشاركة كوكبة من المنتخبين والآباء وخبراء في مجال التربية والتعليم، تناولت مكانة التعليم ودوره في بناء الأمم والشعوب ومزايا الإصلاح التربوي.
وثمن المتدخلون النهج التشاوري الذي اعتمده قطاع التهذيب الوطني مما سينعكس ايجابا على التحسين من المنظومة التربوية، وأكدوا أن القرارات المتعلقة بإصلاح التعليم تعتبر إرثا للأجيال القادمة وليست اهتمامات شخصية ولا قرارات ذاتية لكونها تتعلق ببناء الدول والشعوب.