أدى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم الثلاثاء، زيارة مفاجئة للمدرسة العليا متعددة التقنيات "بولتكنيك" في مقاطعة السبخة بنواكشوط الغربية.
وتجول فخامة رئيس الجمهورية بين فصول ومعاهد المؤسسة التعليمية واستمع من قائدها لشروح حول طبيعة التخصصات وأعداد الخريجين، مؤكدا على ضرورة العمل الجاد حتى يكون هذا الصرح مَعْلما علميا في بلادنا، متعهدا في نفس السياق بتوفير كافة الإمكانيات والوسائل اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
وقال فخامة رئيس الجمهورية أمام طلاب المدرسة إنه بصدد إعطاء تعليمات لإنشاء فرع جديد للمدرسة في الداخل مع التركيز على جودة التعليم في المؤسسة، كما حثّ الطلاب على المزيد من الاجتهاد والعطاء استعدادا لخدمة بلدهم في المستقبل، مضيفا أنه قرر أن يزور مجمع بوليتكنك المهم مع بداية افتتاح السنة الجامعية بشكل عام للاطلاع عن قرب على سير التعليم و التكوين في هذه المؤسسة.
وأكد صاحب الفخامة أن لهذه الزيارة هدفين أولهما إظهار أهمية هذا المجمع الذي تعول عليه الأمة الموريتانية في تكوين نخبة المهندسين و الفنيين الذين سيكونون هم عماد المؤسسات الاقتصادية و الإدارية في القطاعين العام و الخاص في السنوات المقبلة، معتبرا أن نجاح هذه المؤسسة في أهدافها كما و كيفا هو و حده الضامن لنجاح الخطط الاقتصادية و التنموية الهادفة إلى خلق النمو الاقتصادي و توفير و تحسين الخدمات و خلق فرص العمل للشباب.
وأضاف صاحب الفخامة أنه يعتبر هذه المؤسسة نموذجا لنجاح العقل الموريتاني و سيواصل رعايتها و الاستثمار فيها لأنه استثمار في العقول وفي قيادات المستقبل، مؤكدا أنه وجه منذ ٢٠١٩ بفتح ٤ مؤسسات جديدة (المعهد العالي لمهن الإحصاء ، المعهد العالي لمهن الطاقة، المعهد العالي للرقمنة و مدرسة التجارة) وتم اتخاذ قرار بإنشاء مجموعة ابولتكنيك، و مضاعفة الطلبة المكونين في هذه المؤسسة حيث انتقل عددهم من 686 طالب 2019 الي 1243 سنة 2023.
وقال صاحب الفخامة إن الهدف الثاني من هذه الزيارة، هو أن يوصل رسالة مفادها أنه لا يوجد أي خيار آخر سوى جعل هذه المؤسسة صرح علمي مرجعي في مجال تكوين المهندسين و الفنيين في مختلف المجالات .
ودعا رئيس الجمهورية إلى ضرورة العمل على تحسين أداء المؤسسة و الرفع من مستويات نجاح وتفوق طلبتها في مختلف الامتحانات و المسابقات، داعيا إلى فتح الآفاق لشباب البلد في أكبر عدد ممكن من التخصصات في حدود ما لا يضر بجودة التكوين.
وقال فخامة رئيس الجمهورية إنه ليس من المقبول أن لا يستفيد الشباب الموريتاني من كل فرص العمل الكبيرة التي يخلقها الاقتصاد الوطني حاليا في بعض القطاعات بسبب ضعف التكوين، ضاربا المثل بقطاع البناء و الأشغال العمومية، حيث أن غالبية مواقع العمل الفنية لا يشغلها الموريتانيون، متسائلا هل يمكن القبول بعدم استفادة الشباب من فرص العمل التي ستخلق بشكل كبير في السنوات المقبلة في قطاعات المعادن و الغاز و الزراعة و قطاعات أخري لأنه غير مكون التكوين الكافي و المطلوب؟
وعبر رئيس الجمهورية عن أمله بأن يضاعف الطاقم التدريسي و الإداري من الجهد و استغلال كل الفرص المتوفرة حاليا لخلق ديناميكية جديدة في المؤسسة تسمح بتحقيق نتائج مختلفة في هذه السنة الجامعية، مؤكدا أن سيعطي التعليمات للحكومة بمواكبة المؤسسة ابتداء من اليوم لحل ما يمكن حله من المشاكل المطروحة في أقرب الآجال.
و رافق فخامة رئيس الجمهورية في هذه الزيارة الوزير المكلف بالديوان السيد المختار ولد أجاي.