أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن العمل العربي المشترك لا يقوى إلا بقدر قوة الشراكات الاقتصادية بين البلدان العربية وذلك من خلال تعزيز التبادلات الاقتصادية البينية تمهيدا لقيام سوق عربية مشتركة تؤسس لتنمية مستديمة وشاملة في الفضاء العربي.
وأضاف في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، المنعقدة اليوم الجمعة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، أن موريتانيا يحدونا الأمل في أن تكون الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية التي ستحتضنها نواكشوط مطلع شهر نوفمبر القادم، محطة متميزة من مسيرة العمل العربي المشترك، معربا عن سروره باستقبال رؤساء وقادة الدول العربية في نواكشوط للمشاركة في أعمال هذه القمة.
وفيما يلي نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الر حيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أصحاب المعالي والسعادة،
السادة والسيدات،
السلام عليكم ورحة الله تعالى وبركاته،
أود بداية التوجه بالشكر الجزيل إلى خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى ولي عهده رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان، وإلى الشعب السعودي عموما، على استضافة هذه الدورة الــ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، وعلى ما أحطنا به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة منذ وصولنا لهذه الأرض الطيبة المباركة.
كما أهنئ جلالته على تسلم رئاسة مجلس جامعة الدول العربية، مشيدا بما يضطلع به وولي عهده من دور ريادي وفعال في خدمة قضايا أمتنا العربية.
ويطيب لي، كذلك، أن أتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية على إسهامه في الدفع قدما بالعمل العربي المشترك خلال رئاسته للدورة الماضية.
ولا يسعني، في هذا المقام، إلا أن أنوه أيضا بالجهود الدؤوبة التي يبذلها سعادة الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط وفريقه في سبيل تطوير عمل جامعتنا العربية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أيها السادة والسيدات،
إنما يلوح في خضم الأزمات المتنوعة التي تجتاح العالم من بوادر تغيرات اجيواستراتيجية عميقة ليؤكد حاجتنا الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات لتطوير وترقية عملنا العربي المشترك، فبقدر ما يتعزز هذا العمل تتحسن قدرتنا الجماعية على الصمود في وجه مختلف التحديات، وكذلك فعالية جهودنا في تحقيق ما نطمح إليه من تنمية وأمن واستقرار.
ثم إن عملنا المشترك هو الذي به يقوى ويتعزز حضورنا على الساحات الدولية سياسيا واقتصاديا وبيئيا وثقافيا.
وأود في هذا الإطار أن أجدد دعمنا للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة باستضافة (اكسبو 2030)، وأن أهنئ أشقاءنا في دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة الدورة القادمة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أيها السادة والسيدات،
إن إحساسي بضرورة تطوير عملنا العربي المشترك يزداد عمقا وقوة كل ما نظرت إلى الوضع الراهن في فلسطين المحتلة، وإلى ما يشهده عالمنا العربي من نزاعات وما يواجه من تحديات مصيرية، وإننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية لندين بقوة الاعتداءات الإسرائيلية، ونجدد التأكيد على تمسكنا بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا لما تقتضيه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، ونؤكد كذلك تمسكنا بالحلول التي تحفظ الوحدة الترابية وترسي دعائم الاستقرار والأمن في كل من ليبيا واليمن مستبشرين بما يلوح من انفراج في البلدين.
كما ندعو، في ذات الوقت، إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم وفعال في جمهورية السودان، ولخلق الظروف المناسبة لتقديم الدعم الإنساني، وللتأسيس لحل سياسي شامل في هذا البلد الشقيق، وإنني لأشيد هنا بكل الجهود العربية المبذولة في هذا الصدد، وخاصة بالرعاية السعودية الكريمة للمحادثات بين الأطراف السودانية الشقيقة آملا أن يفضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه إلى رسم خارطة طريق تضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه وحق مواطنيه في الأمن والاستقرار.
وأشيد، كذلك، بعودة جمهورية سوريا الشقيقة إلى الحضن العربي آملا لها أن تستعيد بشكل كامل دورها المحوري التاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، ومرحبا بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد بين أشقائه.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أيها السادة والسيدات،
إن العمل العربي المشترك لا يقوى إلا بقدر قوة الشراكات الاقتصادية بين بلداننا العربية، ولذا لا بد لنا من تعزيز تبادلاتنا الاقتصادية البينية تمهيدا لقيام سوق عربية مشتركة تؤسس لتنمية مستديمة وشاملة في فضائنا العربي.
ومن هذا المنطلق، تنبع الأهمية القصوى التي توليها بلادنا لانعقاد الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في نواكشوط مطلع شهر نوفمبر القادم والتي يحدونا الأمل في أن تكون محطة متميزة من مسيرة العمل العربي المشترك.
وإنني إذ أرجو لأعمال هذه الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية كل النجاح والتوفيق، لأعبر لكم مسبقا إخوتي، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، عن سروري باستقبالكم في نواكشوط للمشاركة في فعاليات القمة العربية التنموية في دورتها الخامسة.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.