أوضح فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن السياسات والإصلاحات التي انتهجتها موريتانيا خلال السنوات الماضية كانت عاملا أساسيا في تعزيز ثقة المستثمرين ولفت انتباههم لمقدرات البلاد.
وأضاف في خطاب خلال الجلسة المنظمة تحت عنوان: "استثمر في موريتانيا"، خلال منتدى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا الذي احتضنته مدينة أبيدجان عاصمة كوت ديفوار اليوم الثلاثاء، أن موريتانيا بلد ينعم بالسلام والاستقرار والأمن ويتوفر على فرص اقتصادية هائلة، وهي بلد ديمقراطي يحترم حرية تنقل الأفراد والممتلكات والأفكار مع قانون استثمارات جذاب ومشجع وتوجهات استيراتيجية تركز أساسا على تنمية القطاع الخاص وتعزيز الشراكة بينه مع القطاع العام.
وهذا نص الخطاب:
"سيداتي سادتي
أود في البداية أن أشكر جمهورية كوت ديفوار الشقيقة ومنتدى الرؤساء التنفيذيين في إفريقيا، على إتاحة هذه الفرصة اليوم لبلادنا للتبادل مباشرة بيننا وهذا العدد الكبير من المستثمرين ذوي المستويات العالية المعنيين بالتنمية في إفريقيا.
فهذا اللقاء يشكل مساهمة لموريتانيا وفرصة جيدة من أجل الاطلاع على هذه الفرص الاستثمارية، وربط الاتصال مع من يرغبون في مواكبتنا في جهود بناء اقتصاد قوي ومتنوع وشامل.
فموريتانيا اليوم تقدم لكم نفسها بلدا ينعم بالسلام والاستقرار والأمن يتوفر على فرص اقتصادية هائلة، طموحه أن يحقق تنمية شاملة مدعومة، فهي بلد ديمقراطي غني، حيث تحترم حرية تنقل الأفراد والممتلكات والأفكار مع قانون استثمارات جذاب ومشجع وتوجهات استيراتيجية تركز أساسا على تنمية القطاع الخاص والشراكة الجيدة بين القطاعين العام والخاص.
إن موريتانيا توفر بهذه العوامل وغيرها فرصا كثيرة للاستثمار يدعمها، من بين عوامل أخرى، واجهتها البحرية التي تمتد على طول 700 كلم، إضافة إلى منطقة اقتصادية خاصة تبلغ 234 كلم مربع، ومقدرات بحرية غنية تضم 600 نوع تم حصرها يبلغ إنتاجها 1.7 مليون طن سنويا، بينما تقدر ثروتها الحيوانية ب 20 مليون رأس، وتبلغ المساحات الزراعية 500 ألف هكتار، منها 135 ألف هكتار مروية، إضافة إلى مخزون من الثروات الاستخراجية مثل النفط والغاز إلخ ...
كما أن السياسات والإصلاحات التي انتهجناها خلال السنوات الماضية كانت عاملا أساسيا في تعزيز ثقة المستثمرين ولفت انتباههم لمقدرات البلاد.
وبخصوص الموارد البشرية التي تمثل دعامة أساسية في استراتيجية التنمية الاقتصادية، فقد أولينا عناية خاصة للصحة والتعليم.
كما قمنا بتسيير ومواجهة وباء كوفيد-19، بصورة فعالة نالت احترام وإعجاب العديد من المؤسسات الدولية، في الوقت الذي استطعنا فيه حماية مواطنينا بتوفير الظروف المطلوبة بما ساهم في تحسين خدمات الصحة العمومية مع مواصلة تعزيز وتحسين هذه الخدمات بصورة مستمرة.
وفيما يتعلق بالتهذيب فقد تم وضع إصلاحات عميقة لنظامنا التهذيبي في الوقت الحالي في طورها النهائي، كما قمنا خلال السنوات الأخيرة بجهود كبيرة للتحكم في المديونية العمومية، ونحن على ثقة من أن شركاءنا سيستخلصون خلال اجتماعهم التقويمي المقبل أن حجم المخاطر سيكون متوازنا، مما يفتح آفاقا أمام جباية أكثر استقرارا، وهامشا أوسع للاستثمار العمومي، كما أن لدينا احتياطات جيدة من العملات الصعبة، ومن المؤكد أن التضخم يتصاعد على المستوى العالمي بشكل مستمر لذلك فنحن في موريتانيا نواجه هذه التأثيرات بجملة من الإجراءات من أجل حماية القدرة الشرائية للفئات الأكثر هشاشة مع احترام سياسة مالية مسؤولة وننتظر مع شركائنا السنغاليين وشركتي بريتيش بتروليوم وكوسموس، إنتاج الغاز خلال السنة القادمة، هذا إلى جانب إنتاج الحديد من طرف شركة إسنيم والذهب من طرف شركة كينروس، مما يمثل لبنة أخرى في بناء الاقتصاد الوطني، وعاملا إضافيا في استقرار النظام الجبائي في موريتانيا.
وفي نفس السياق، أشير إلى ما تحتضنه بلادي من احتياطات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، مما أفضى إلى التزام قوي بحجم استثمارات لم يسبق له مثيل في موريتانيا ويفتح عهدا جديدا لم يسبق أن عرفته البلاد.
وندعوكم إلى استغلال هذه الفرص الاستثمارية، فالإصلاحات التي قيم بها مؤخرا من أجل الشراكة بين القطاعين العمومي والخصوصي في مجالات البنى التحتية وتحسين مناخ الأعمال من شأنها جذب المزيد من الاستثمارات بحجم أكبر خاصة في مجال الصناعات الاستخراجية.
إن قطاعات مثل البنى التحتية والزراعة والصيد والتقنيات الجديدة، تشكل بالنسبة للمستثمرين من كل الجنسيات مجالات استثمارية واعدة.
وبعد لحظات ستعرض أمامكم مشاريع استثمارات تم انتقاؤها وفقا لاهتمامات المستثمرين، وأنا واثق من أنها ستثير اهتمام العديد منكم، كما أؤكد لكم أن الحكومة والإدارة ستواكبكم في تنفيذ هذه المشاريع، وأدعوكم لزيارة بلادنا للإطلاع على فرص الاستثمار التي تتوفر عليها".