أطلقت معالي مفوضة الأمن الغذائي، السيدة فاطمة خطري، صباح اليوم الثلاثاء من قرية "امبلكة اتويكية" الحدودية بمقاطعة باسكنو، عملية تدخل استعجالي، لفائدة مئات الأسر، في عدة قرى تؤوي مواطنين وافدين من مالي.
وفي تصريح للوكالة الموريتانية للنباء على هامش إطلاق عملية التدخل الاستعجالي، أكدت معالي المفوضة أن هذا التدخل يأتي بتوجيهات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني، مضيفة أن وضعية هذه القرى الجديدة على الشريط الحدودي، وماتؤويه من نازحين من مالي بسبب الأوضاع هناك، استدعت هذا التدخل الاستعجالي، الذي تطلقه المفوضية اليوم، والذي تم بناء على تقارير إدارية عن وضعية السكان في هذه القرى، مضيفة أن هذا التدخل ستستفيد منه مئات الأسر في القرى المستهدفة.
وقد زارت معالي المفوضة القرى المستفيدة، وأبلغت المواطنين هناك تحيات فخامة رئيس الجمهورية، واهتمامه الكبير بانشغالاتهم، وسعيه الحثيث للرفع من مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، وأكدت لهم أن المفوضية ستظل إلى جانبهم، من خلال مختلف البرامج الاجتماعية، التي تنفذها لصالح المواطنين الأكثر هشاشة.
عمدة بلدية اظهر السيد محمد الأمين أحمدو رحب بمعالي المفوضية وبوفدها المرافق، مبديا ارتياحه باسم سكان البلدية لهذا التدخل، ومعربا عن شكره للمفوضية والحكومة، على مثل هذا النوع من التدخلات المهم بالنسبة للمواطنين، والذين هم في أمس الحاجة إليه حسب وصفه.
وتبلغ كمية المواد الغذائية المخصصة للتدخل الاستعجالي في القرى المستفيدة، أكثر من 83 طنا، تشمل القمح وزيت الطهي، والسكر والأرز والتمر، والمعجونات الغذائية، والحليب المجفف، ودقيق التغذية، الغني بالفيتامينات الأساسية للأطفال، كما يشمل التدخل الاستعجالي، توزيع 600 خيمة مجهزة، على الأسر المستهدفة، في القرى المستفيدة.
وكانت معالي مفوضة الأمن الغذائي السيدة فاطمة بنت خطري، قد عقدت مساء أمس الإثنين، في مبنى ولاية الحوض الشرقي، بحضور والي الولاية السيد إسلمو ولد سيدي، اجتماعا موسعا، مع السلطات الإدارية والمنتخبين، ورؤساء الروابط المحلية.
وفي بداية الاجتماع رحب والي الولاية بمعالي المفوضة، مفسحا المجال أمامها لمخاطبة الحاضرين، حيث استعرضت معالي المفوضة، البرامج الاجتماعية التي تنفذها المفوضية في الولاية، في إطار سياسة الحكومة، بتوجيهات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني، بضرورة القرب من المواطنين ومد يد العون لهم.
وفي هذا السياق استعرضت معالي المفوضة، مختلف البرامج المنفذة من طرف المفوضية على مستوى الولاية، من انتظام تموين محلات التموين، إلى عملية بيع الأعلاف بسعر مدعوم، بالإضافة إلى التوزيعات الغذائية المجانية، التي انطلقت قبل يومين في الولاية والتي ستستفيد منها هذه السنة أكثر من 39 ألف أسرة، مسجلة في السجل الاجتماعي على مستوى الولاية، مع زيادة الكمية الغذائية المخصصة لكل أسرة هذه السنة، كما استعرضت معالي المفوضية البرامج التنموية التي تنفذها المفوضية، وكذا البرامج المدرة للدخل.
وقالت المفوضة إن زيارتها للولاية تأتي في ظرف خاص، واستجابة لوضعية غذائية خاصة، تم تسجيلها في بعض القرى الحدودية، والتي يقطنها مواطنون وافدون من مالي، بفعل الأوضاع هناك، غير أنها وجدت الفرصة سانحة في هذا الظرف الخاص، في عز فصل الصيف، للقاء بالسلطات الإدارية والمنتخبين والفاعلين في الولاية، لاستعراض البرامج التي تنفذها المفوضية على مستوى الولاية، وكذا لأخذ آرائهم وملاحظاتهم على مختلف البرامج الاجتماعية التي تنفذها المفوضية، للاستفادة من تلك الآراء والملاحظات والعمل على تصحيح الأخطاء ومعالجة الاختلالات، إن وجدت.
وأضافت معالي المفوضة أن فخامة رئيس الجمهورية، يُولي أهمية كبيرة للبرامج الاجتماعية للدولة، وأن توجيهاته بخصوص تسييرها صارمة، بضرورة وصولها لمستحقيها من المواطنين المستهدفين بها، مضيفة أن أي تجاوز في تسيير تلك البرامج، لن يتم التساهل معه، مطالبة السلطات الإدارية، بالإبلاغ بشكل فوري عن أي اختلالات بهذا الخصوص، ومتعهدة باتخاذ إجراءات صارمة، ضد كل من تسول له نفسه التلاعب بتلك البرامج، التي تنفق عليها الدولة مبالغ طائلة، وليس من المقبول إطلاقا أن يتم التلاعب بها تحت أي ظرف.
وبعد ذلك فتحت المداخلات للحضور، والتي انصبّت حول تثمين البرامج الاجتماعية المنفذة لصالح المواطنين والثروة الحيوانية، والمطالبة بزيادة تلك البرامج، وزيادة المستفيدين منها، وتسريع وتيرة تنفيذها، لما لها من انعكاس إيجابي على حياة السكان.
رافق معالي المفوضة خلال إطلاقها لعملية التدخل الاستعجالي، وزيارتها للقرى الحدودية، والي ولاية الحوض الشرقي السيد إسلمو سيدي، وحاكم مقاطعة باسكنو، وعمدة بلدية اظهر التابعة للمقاطعة، والسلطات الإدارية والأمنية في الولاية، وبعض أطر المفوضية.